يُعَدُّ اختياري وتكليفي لإدارة المؤسسات بالهيئة الوطنية لضمان الجودة واعتماد المؤسسات التعليمية والتدريبية في ليبيا شرفًا وطنيًّا، ومسؤوليةً جسيمةً، وتحدِّيًا فنيًّا بالغ الأهمية. فهذه الأمانة تأتي في ظل تحدِّيات بيئيةٍ ومجتمعيةٍ متزايدة، تستوجب تخطيطًا استراتيجيًّا مُحكَمًا، وتنفيذًا إداريًّا وفنيًّا مدروسًا، مع توفير الدعم المادِّي والتقني اللازم للارتقاء بمستوى الجودة الأكاديمية والمهنية في مجالات التعليم والتدريب داخل المؤسسات العامة والخاصة في ليبيا.

إنَّ تحقيق هذه الغاية السامية يستلزم بلا شك تضافر الجهود، وتطبيق منظومةٍ متكاملةٍ من المعايير، والإجراءات، والمؤشرات التي تضمن رفع كفاءة المؤسسات التعليمية والتدريبية، بما يُسهم في تعزيز أدائها، وزيادة قدرتها على المُنافسة محليًّا ودوليًّا.

وفي هذا السياق، يجدر التنويه بأن دور إدارة المؤسسات لا يقتصر على مجرَّد تقييم المؤسسات ومنحها الاعتماد المؤسسي أو البرامجي، بل يمتد ليشمل مهامّ محوريةً لا تقلُّ أهمية، تتمثَّل في المتابعة الدورية، والتقويم المُستمر، والتوعية، والإرشاد، لضمان فهم المؤسسات لرسالتها، وإدراكها لمتطلبات ضمان الجودة المؤسسية والبرامجية، وتطبيقها بفاعليةٍ وكفاءة، وفقًا لما ورد في دليل ضمان الجودة والاعتماد. فنحن نؤمن إيمانًا راسخًا بأن الجودة ليست مجرَّد شهادةٍ تُمنح، بل هي التزامٌ ثابتٌ، ورسالةٌ مُستمرةٌ، وعمليةٌ مُتواصلةٌ من التحسين والتطوير، تهدف إلى تعزيز الأداء المُؤسسي، والارتقاء بمُستوى الخدمات التعليمية والتدريبية، بما يُسهم في تحسين جودة الحياة، وضمان حقوق الأجيال القادمة في الحصول على تعليمٍ وتدريبٍ متميِّزَيْن، في إطار خطط التنمية المستدامة للبلاد.

وضمانًا لتحقيق هذه الأهداف، نحرص على تطبيق معايير الجودة الوطنية بمنتهى الموضوعية والمهنية، من خلال عمليات التدقيق التي تُجريها لجانٌ مُتخصصةٌ من الخبراء الأكاديميين والمهنيين، حيث تضطلع هذه اللجان بمراجعة أداء المؤسسات التعليمية والتدريبية، وتقييم مدى التزامها بمعايير ضمان الجودة المعتمدة لدى الهيئة. فامتثال المؤسسات لهذه المعايير لا ينعكس فقط على جودة مُخرجاتها الحالية، بل يمتدُّ أثره المُستقبلي ليشمل قدرتها على الإسهام في بناء منظومةٍ تعليميةٍ وتدريبيةٍ متطوِّرة، تلبي متطلبات سوق العمل، وتُواكب خطط التنمية الوطنية الطموحة.

إننا في الإدارة العامة لإدارة المؤسسات بالهيئة الوطنية لضمان الجودة والاعتماد ندرك تمامًا أن تحسين جودة التعليم والتدريب يُعدُّ ركيزةً أساسيةً للتنمية المُستدامة في ليبيا. ومن هذا المنطلق، فإننا لن ندَّخر جهدًا، وسنُسخِّر كل إمكانياتنا، وسنعمل بروح الشراكة الفاعلة مع المؤسسات التعليمية والتدريبية، والجهات ذات العلاقة، وأصحاب المصلحة كافة، لترسيخ ثقافة الجودة، وتعزيز روح المسؤولية الجماعية، بما يُسهم في تطوير قطاع التعليم والتدريب، والارتقاء به إلى مُستوياتٍ رياديةٍ تُضاهي نظيراتها في الدول المتقدِّمة.